الثلاثاء، 3 مايو 2011

الشاعر الكبير حسين المحضار



الشاعر الكبير حسين المحضار

هو السيد / حسين بن أبوبكر بن حسين بن حامد بن أحمد بن محمد بن علوي بن محمد بن طالب بن علي بن جعفر بن أبوبكر بن عمر المحضار بن الشيخ أبوبكر بن سالم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد مولى الدويله بن علي بن علوي بن محمد الفقيه بن علي بن محمد بن علي بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى النقيب بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.

ولد شاعرنا حسين أبوبكر المحضار في مدينة الشحر عام 1350هـ الموافق 1930م.

ونشأ  نشأة صالحة في أكناف أسرته ذات المكانة المعروفة في حضرموت فهو حفيد الشاعر الشعبي المعروف " حسين بن حامد المحضار " وجده لأمه الشاعر الشعبي المعروف أيضا ًصالح بن أحمد خمور.

تلقى شاعرنا تعليمه الأول في مدرسة مكارم الأخلاق في الشحر ، ثم انتقل إلى رباط الشحر ليكمل تعليمه هناك دارساً وآخذ عن أشياخ تلك البلاد علوم القرآن الكريم والفقه والتوحيد واللغة العربية.

نظم الشعر في سن مبكر من عمره وشارك في مجالس الدان الحضرمي التي تعقد في الشحر، وفي الرابعة عشر من عمره بدأ المحضار بكتابة الشعر، وفي السادسة عشر من عمره أصبح الناس يرددون كلماته ويغنون ألحانه.
وكان من براعة المحضار اعتماد لغته الشعرية على الجناس المقبول، ورد العجز على الصدر . وتميز شعره بعدم التكلف لأنه كان يقوله عفوياً ويأخذ طابع اللغة الدارجة وما يسمى بالشعر (الحميني) ولا ننسى أنه له بعض القصائد الرائعة باللغة العربية الفصحاء وهو ما يسمى بالشعر (الحكمي). و كان قليل الكلام بارع التعبير عما بداخله من أحاسيس بواسطة أشعاره.
ومما كان يذكر عنه أنه كان ينظم شعره وهو في الطريق من بيته إلى السوق أو بالعكس، وكان يستخرج ألحانه ويغنيها بواسطة علبة الثقاب (الكبريت) لأنه لم يكن يعزف على أية آلة موسيقية أو إيقاعية.
ولقد صدر له أربعة دوواين وهي:
 دموع العشاق 1966م،
إبتسامات العشاق 1978م،
أشجان العشاق 1999م،
وحنين العشاق 1999م.

شارك كعضو ومؤسس لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالشحر.

انتخب لعضوية مجلس الشعب الأعلى مطلع الثمانينات ثم صار عضواً في هيئة رئاسة المجلس.

انتخب عضواً في أول مجلس للنواب للجمهورية اليمنية عام 1990م.

تقلد وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في الآداب والفنون عام 1998م.

توفي شاعرنا الكبير يوم السبت 29 /10/ 1420هـ الموافق 5 /2 /2000م وذلك في مدينة الشحر مسقط رأسه. وحزن لوفاته وفزع الناس إلى الشحر لحضور الجنازة والتشيع فرحمه الله رحمة الأبرار

الأديب العظيم علي بن أحمد باكثير



الأديب العظيم علي بن أحمد باكثير


هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد   في 15 من ذي الحجة سنة 1328هـ الموافق 21 من ديسمبر 1910م، في مدينة سوروبايا بأندنوسيا لأبوين عربيين من حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 من رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه   في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير وظهرت مواهبه مبكراً فنظم الشعر وهو في التالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره. تزوج باكثير مبكراً ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته (نظام البردة) كما كتب   أول عمل مسرحي شعري له وهو(همام أو في بلاد الأحقاف) وطبعهما في مصر أول قدومه إليها .


وصل باكثير إلى مصر سنة 1352هـ ، الموافق   1934م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1939م، وقد ترجم عام 193 6م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين   وحصل منه على الدبلوم عام 1940م. كذلك سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة .


اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون   وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته .


تزوج باكثير في مصر عام 1943م من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق، وقد تربت الإبنة في كنف باكثير الذي لم يرزق بأطفال. وحصل باكثير على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951م .


حصل باكثير على منحة تفرغ لمدة عامين (1961-1963) حيث أنجز الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في 19 جزءاً، وتعد ثاني أطول عمل مسرحي عالمياً، وكان باكثير أول أديب   يمنح هذا التفرغ في مصر. كما حصل على منحة تفرغ أخرى   أنجز خلالها ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر (الدودة والثعبان - أحلام نابليون - مأساة زينب) طبعت الأولى في حياته والأخريين بعد وفاته .


كان باكثير يجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والملاوية بالإضافة إلى   لغته الأم العربية .


تنوع أنتاج باكثير الأدبي بين الرواية   والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية (وا إسلاماه) و(الثائر الأحمر) ومن أشهر أعماله المسرحية (سر الحاكم بأمر الله) و(سر شهر زاد) التي ترجمت إلى الفرنسية و(مأساة أوديب) التي ترجمت إلى الإنجليزية . كما كتب باكثير العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة آنذاك، وقد أصدر منها في حياته ثلاث مجموعات وما زالت البقية لم تنشر في كتاب حتى الآن. أما شعره فلم ينشر باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوط وإما متناثر في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها. وقد أصدر الدكتور محمد أبوبكر حميد عام 1987 ديوان باكثير الأول (أزهار الربى في أشعار الصبا) ويحوي القصائد التي نظمها باكثير في حضرموت قبل رحيله عنها .


زار باكثير العديد من الدول مثل فرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي ورومانيا، بالإضافة إلى العديد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان والكويت التي طبع فيها ملحمة عمر. كذلك زار تركيا حيث كان ينوي كتابة ملحمة مسرحية عن فتح القسطنطينية ولكن المنية عاجلته قبل أن يشرع في كتابتها .  وفي المحرم  من عام 1388هـ الموافق أبريل 1968م زار باكثير حضرموت قبل عام من وفاته .


توفي باكثير في مصر في غرة رمضان عام 1389هـ الموافق 10 نوفمبر 1969م، ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية .


رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة على ما قدم.

الشاعر صالح مبارك سالمين

الشاعر صالح مبارك سالمين


شاعرنا من مواليد مدينة تريم عام 1934م ونشأ بها نشأة صالحة درس بداية عمره في كتاتيب ومعلامة تريم ثم التحق برباطها العلمي ثم بمدرسة جمعية الأخوة والمعاونة ووصل إلى مرحلة الإعدادية ولظروف خاصة وظروف المعيشة لم يتمكن من مواصلة الدراسة .
قال الشعر مبكراً وعمره ما يقارب 15 سنة وذلك نراه جلياً فإن شاعرنا قد عاصر الكثير من الشعراء القدامى وعلى رأسهم عميد الدان المرحوم حداد بن حسن الكاف والشاعر حميد بن علي بن عوضان ومحمد عوض الحباني وأيضاً ما اكتسبه من معارف وعلوم اللغة العربية فيما درسه .
وقد بدأ فقيدنا صالح مبارك مشواره الفني بالالتحاق بفرقة الزربادي واشترك مع الفنانين رواد الدان بتريم مثل الفنان الراحل عاشور بن يسر أمان والفنان عيدروس بن سعيد الكاف، كما أن له نغمة متميزة وصوت عذب في جلسات الدان إلى جانب قوله الشعر واستفاد العديد من الشعراء والمغنين من تجاربه الفنية والأدبية .
وفي منتصف الستينات غادر أرض الوطن إلى المملكة العربية السعودية وبعد سنتين قام بأول زيارة عام 1967م إلى دولة الكويت لتسجيل أول أعمالة الفنية لإذاعة وتلفزيون الكويت وتعوّد زيارة الكويت مرات عديدة والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين حتى نهاية السبعينات للغرض نفسه .
تغنى بأشعاره وألحانه العديد من الفنانين كالفنانة الكويتية ليلى عبدالعزيز والفنان علي الصقير و كرامة مرسال وسهل بن إسحاق وكرامة بن الوادي وسعيد عبدالخير و ناصر فدعق وحسن السري وسالم محيور، و له مائتا نصّ غنائي بين الدان والحكمي والحميني ولم يطبع له أي ديوان حتى الآن ولكنه حظي بتكريم وزير الثقافة في مهرجان الدان الثاني الذي احتضنته العاصمة صنعاء خلال الفترة 17 - 20 يوليو 2006م..
شارك الفنان الراحل إلى جانب الفنانين الراحلين أحمد يوسف الزبيدي و محمد سعد عبدالله في إحياء الأعياد الوطنية بالقنصلية اليمنية بجدة أثناء وجوده هناك. كما وصفه الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه بأنه مغني الدان الأجمل الذي يغنيه بطابعه الأصلي .
توفي شاعرنا رحمه الله بعد مشوار فني وغنائي وذلك بمدينة تريم الغناء مساء أمس الأول الثلاثاء عن عمر ناهز (75) عاما اثر مرض عضال ألم به وذلك في شهر مارس من عام 2009م
وبذلك فقدت الساحة الفنية على صعيد اليمن عامة ومحافظة حضرموت خاصة أحد أعلام الفن والدان الحضرمي.
وعددت بيانات النعي مناقب الفقيد ونشاطاته الأخرى. وقد ووري جثمان الفقيد الثرى بعد الصلاة عليه في جبّانة مدينة تريم عصر أمس بحضور عدد من قيادة السلطة المحلية بالمديرية وجمع غفير من المواطنين ومحبي الفقيد.

الاثنين، 2 مايو 2011

الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان


  الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان

الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان من مواليد عام 1921م بمدينة سيئون حاضرة السلطنة الكثيرية الحضرمية. قرأ القرآن وهو في السابعة من عمره على يد الشيخ صالح الكلبي وتلقى من والده علوم الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو والصرف.
برزت رغبته وهو في السابعة عشرة من عمره في دراسة التاريخ فواجه صداً من والده وكاد أن يستسلم لولا تدخل الشيخ سعيد عوض باوزير الذي نصح والده بان يترك ولده ورغبته، الا اذا رأى سيرته غير صحيحة، فانكب عبدالقادر الصبان على دراسة تاريخ حضرموت وتاريخ مصر والشام وتاريخ العراق وتاريخ السعودية وتاريخ الدول العربية الأخرى الا أنه تفرغ لكتابة تاريخ حضرموت وبلغت حصيلة كتاباته (80) كتاباً ( راجع الحوار الذي أجراه الزميل علوي بن سميط مع المؤرخ عبدالقادر الصبان ونشرته «الأيام» في 18 يناير 1998م).

الصبان في مجال الوظيفة العامة:
خاض عبدالقادر الصبان مشواراً طويلاً مع الوظيفة الحكومية والأعمال الخاصة امتد من عام 1937م حتى عام 1996م تخللتها أسفار إلى المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر. التحق في العام 1937م بمجلس القضاء الشرعي بشبام، ثم انتقل إلى سلك التدريس الحكومي بالمكلا عام 1944م.
تولى عبدالقادر الصبان رئاسة المجلس البلدي بسيئون عام 1957م وطرق في العام 1969م باب المحاماة ومارسها من واقع خبرته السابقة وقراءاته في مجال الشريعة والفقه، الا أن رغبته في البحوث التاريخية جرفته للعمل باحثاً متفرغاً لكتابة التاريخ بإدارة الثقافة بسيئون في بداية سبعينات القرن الماضي وأصبح في العام 1979م مديراً عاماً لإدارة الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات حتى عام 1996م.

الصبان أحد رواد النهضة الحضرمية:
أسهم عبدالقادر الصبان في تأسيس مدرسة جيهوض بوادي سر سنة 1937م وفي تأسيس نادي الشباب الثقافي بسيئون عام 1938م وفي تأسيس مدرسة الشرج بالمكلا وفي تأسيس المدارس الليلية للمزارعين بوادي حضرموت، كما كان عبدالقادر الصبان من مؤسسي رابطة العمال الحضارم وتولى سكرتارية حزب الاتحاد الوطني، الذي تأسس عام 1946م برئاسة الأديب والشاعر صالح بن علي الحامد، وكان الصبان ايضاً من أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الذي أسسه الأستاذ عمر باعباد بمدينة الغرفة عام 1963م.
اتخذت رسالة الصبان النهضوية بعداً اجتماعياً إنسانياً عندما أسهم في تأسيس الصيدلية الخيرية بسيئون وتولى ادارتها عام 1963م وهكذا تنوعت رسالته النهضوية في الجوانب التربوية والثقافية والنقابية والحزبية والصحية على خلفية نشأته الأدبية، عندما بدأ نظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره عندما طرق لون الشعر الشعبي وجاءت أولى محاولاته في نظم القصيد بقصيدة جاء في مطلعها:
إن صوت الحمام قد أشجاني           ذكراني وقت الصفا ذكراني

الصبان أحد رواد الصحافة:
توارث الحضارم العلم والثقافة والفكر عن أسلافهم الذين نشروا راية العلم في أصقاع مختلفة من العالم وعلى تلك الخلفيات تفجرت طاقات وابداعات في داخل حضرموت وخارجها ومن ذلك الرعيل كان عبدالقادر محمد الصبان الذي أسهم في تأسيس وتحرير مجلة «زهرة الشباب» وتولى رئاستها عام 1942م ، كما عين مستشاراً لمجلة «آفاق» الصادرة عن فرع حضرموت لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا، ولم ينقطع انتاجه الصحفي في الصحف والمجلات الوطنية.

الصبان من دعاة توحيد حضرموت:
جاهد عبدالقادر محمد الصبان مع سائر الوطنيين الحضارم من أجل توحيد حضرموت بضم شطريها القعيطي والكثيري ووثق للأستاذ عبدالقادر الصبان قوله للعلامة محمد عبدالقادر بامطرف :«أما أن تأتوا إلينا كإخوة ونأتي إليكم كإخوة والا سيفلت من أيدينا وأيديكم كل شيء». زكى العلامة بامطرف كلام نظيره الصبان بقوله:«سنأتي بكل شيء. نعم سيئون وشبام وحضرموت كلها واحدة». رحم الله العالمين الجليلين الصبان وبامطرف.

الصبان في مجال التأليف:
البحث والتأليف سمتان بارزتان في مسيرة الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان سواء من خلال موقعه الرسمي أو الشخصي، فقد كتب خلال مشوار عمره الطويل في مضامير شتى منها الشعر والأدب والتاريخ والتراث والفقه وخلف وراءه أكثر من مائة مخطوط في تلك المضامير علاوة على العديد من التعريفات والأدلة والرسائل القصيرة في موضوعات شتى لاتزال مخطوطة مثل «تعريفات تاريخية سياحية عن وادي حضرموت» و«بترول الصحراء بحضرموت» و«المخطوطات والتراث والمتاحف» و«دليل متحف العادات والتقاليد الشعبية بسيئون».

من مؤلفات الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان: 1- المشروع الروي في مناقب بني علوي، 2- الترجمان في مناقب آل الصبان، 3- الدان في حضرموت، 4- الحركة الأدبية بحضرموت، 5- واقع حضرموت السيـاسي (مخطوط).

الصبان في دائرة التكريم:
امتدت شهرة الأستاذ الصبان على المستويين القطري والقومي، فقد ارتبط باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بتوليه رئاسة فرع الاتحاد بسيئون منذ تأسيسه وحتى عام 1987م كما كان عضوا ً في اتحاد المؤرخين العرب.

حصد الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان عدداً من الأوسمة والشهادات أبرزها بحسب تسلسلها الزمني:
1- شهادة تقديرية في 10 سبتمبر 1978م (يوم العلم والثقافة) من ادارة الثقافة بمحافظة حضرموت، 2- الميدالية الذهبية من سكرتارية المكتب التنفيذي بمحافظة حضرموت في 30 نوفمبر 1984م، 3- وسام الآداب والفنون من هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى (عدن) عام 1988م، 4- وسام المؤرخ العربي من الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب، 5- شهادة تقديرية من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء عام 1993م، 6- وسام الاستحقاق للآداب والفنون أنعمه عليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في 31 مايو 1998م.

الصبان محتسب عند ربه:
انتقل الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان إلى جوار ربه في 13 يناير 1999م عن عمر ناهز الثامنة والسبعين عاماً بسيئون وخلف وراءه إرثاً علمياً كبيراً وثلاثة أبناء وابنتين وهم ثمرات زيجتين، فقد تزوج المرة الأولى بسيئون عام 1941م والثانية في المملكة العربية السعودية عام 1953م .
كما خلدت محافظة حضرموت ذكر الصبان بإطلاق اسمه على ثانوية سيئون.

الشاعر و المربي حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف 1915-1985م

الشاعر و المربي حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف
1915-1985م
 



أديب وشاعر وفقيه خطيب ولد سنة 1333هـ الموافق:  1915م بـ(ذي أصبح) من قرى وادي حضرموت ، تلقى تعليمه من القرآن الكريم والعلوم الدينية واللغة العربية وفنونها بمدينة سيئون على يد والده مفتي حضرموت وعلى عدد من الشيوخ بمدينة سيئون.
ولع منذ مقتبل حياته بالشعر واتصل مبكراً بمدارس الأدب الحديثة وأعلامها .أسس مع زملائه من شعراء مدينة سيئون (نادي القلم العلمي) الذي أقام الكثير من الفعاليات الأدبية والعلمية ، من منتصف القرن الهجري الماضي ، وأصدر صحيفة خطية بعنوان: (الصحيفة).
أتاح له تنقله منذ مقتبل شبابه بين المدن اليمنية التعرف على عدد من الشخصيات الأدبية والسياسية ، في منتصف القرن الماضي كان متأثراً بالأفكار الثورية وكانت له صداقات حميمة مع ثوار 84 وسبتمبر وقد كان من أعز أصدقائه الرئيس جمال جميل حتى أنه استودعه  مذكراته الخاصة قبل أن يتم إعدامه في صنعاء من قبل الإمام أحمد.
لقد إثري معارف شاعرنا كثرة اطلاعه  وتبنيه لقضايا عصره برؤية وطنية قومية واسعة.
قال الشِعر مبكراً وتناول شعره الأغراض المختلفة وقد غلبت على قصائده النزعة الرومانسية والحماسية. فهو يقول في ديونه الموسوم بدولة العرب والذي طبعته مؤسسة الصبان في بيروت في مطلع ستينيات القرن الماضي :
ما بال أمريكا           وقد دانت إلى درك الشقاء
شغفت بشر الخلق           من شغفوا بقتل الأنبياء
سبحان من جعل التعا          لي سُلماً للنتهئ
ويقول فيها أيضاً :
ياما أشد أسفي على الأمم المتحدة
عاثت  بها حكومةٌ في أرضها منعقدة
داست على ميثاقها مجنونة معربدة
ويقول أيضاً :
يا أيها البتروا يا           زادي ودرعي والسلاح
يا منحة الأقدار يا         ذخري إذا جدَ الكـــــفاح
أرواحنا تفدي حقول     النــــفط من أن تستباح
أنت اختبار الله لي        في حب أوطاني وديني
 أنا إن منحتك للعدو       برئت من نسبي وديني
ويتحدث عن الوضع السياسي المعاصر له في فترة الستينات بقوله :
وساسةٌ ساروا بها           على طريق مغلقة
شعـــــوبهم ضدهمُ           فجنَّدوا المرتزقـة
تشابهوا وحشيــــةً           وافقَ شنُنٌ طبـــقه
وكان شاعرنا يحاول استنهاض  أمته ويطالبها بالتنبه إلى الخطر المحدق بأمة الإسلام من خلا مناداته لرجال الفكر والدعوة قائلا:

يا مُدعي علــــــم الكتاب              ولست منــــه في نقير
إن الكــــــتاب سيـــــاسةٌ              تــــهدي لعلياءِ  الأمور
 ليس الكتاب هو الخنوع              أو العكوف على القبور

في سنة 1943م صدر ديوانه الأول بعنوان : (ولائد الساحل) الذي تضمن قصيدته درب السيف التي اعتبرها بعض النقاد قصيدة رائدة في الشعر العربي الحديث :
أهو البحر المحيط
أم هو البر المحيط
ها هنا الدماء لا تبصر فيها عوجاً
وهنا الكثبان كالدماء مارت لججاً
وسفين جريات
ونحيل باسقات
والهواء الطلق كالوجه البشوش
أو كأنفاس الحبيب
نشر عدد من قصائده في صحيفة فتاة الجزيرة وأسهم في فعاليات أبي الطيب المتنبي بعدن. وفي سنة 1948م صدرت له عن مطبعة فتاة الجزيرة مسرحية شعرية بعنوان (إلى فلسطين) وقام بمساعدة صديقه الأستاذ أحمد جابر عفيف وآخرون بعرضها على مسرح مدرسة الحديدة وأداء طلبتها وبحضور الإمام أحمد.
وقد استحث في هذه المسرحية الأمام للقيام بدور مشرف في الدفاع عن الأمة والحيلولة دون قيام دولة لإسرائيل حتى أنه انتدب نفسه للجهاد ضمن الجيش اليمني للدفاع عن فلسطين فأجابه الإمام (فيهما فجاهد).
أقام بالحجاز لبضع سنين اشتغل بها مدرساً واسهم في الحركة الثقافية بمدينة جدة ، وعمل محرراً في جريدة المنهل السعودية.
عاد إلى الوطن سنة 1964م وأسهم في تنوير الوعي الوطني والقومي منادياً بالاستقلال وبناء دولة يمنية من خلال خطابته في المسيرات الجماهرية التب كان يقودها بنفسه كما عبر عن حماسه وعواطفه في ملحمته الشعرية (دولة العرب) التي صدرت سنة 1967م ،والتي يقول فيها :
يا قلبي الدامي وأعصابي وياقطرات نفسي
يا نور إيماني وجدي ووجداني وحسي
سوقي بعين الله آمالي إلى فرحي وأنسي
وعندما اتخذ الشطر الجنوبي من الوطن بعد استقلاله سياسة مستقلة عن الشطر الشمالي من الوطن بانتهاجه الاشتراكية جند المترجم له نفسه للدفاع عن قيم الدين الإسلامي عن موقعه كعضو بمجلس الشعب الأعلى ومدرساً وخطيباً واعظاً في المحافل الدينية والاجتماعية.
كان من أبرز المساهمين في تأسيس وتنشيط فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بحضرموت ، رغم أنه قد تم مؤخراً استبعاده من قائمة التكريم لجميع المؤسسين .له مجموعة من المؤلفات التي لم تنشر بعد أهمها ديوان شعر وكتاب بعنوان : (مواليد لغوية) ومسرحية بعنوان جزيرة العم حزام في تعريب بعض الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية ، عمل مدرساً إلى يوم وفاته بمدرسة سيئون الثانوية.
انتقل إلى جوار ربه بمدينة سيئون في يوم الجمعة 27 محرم 1406هـ الموافق: 11 أكتوبر 1985م. رحم الله الفقيد وأسكنه الجنة آمين وقد رثاه عدد من الشعراء منهم الشاعر أحمد الشامي والشاعر سالم زين باحميد وآخرون.

الشاعر عبيّد محيندان عوض قفزان


 
الشاعر عبيّد محيندان عوض قفزان 


من مواليد مدينة سيئون في عام 1321هـ الموافق 1900م بحي السحيل ساحة الجامع أو ما يسمى حافة (الديّن)
عاش وتزوج بمدينة سيئون وغيرها من سبع نساء وله من الأبناء الذكور أربعة أولاد ومن الإناث بنتان .
بدأ حياته الشعرية وهو في سنه لا يتجاوز (17) سنة حيث توفى والده وهو في سن الطفولة تولى تربيته أخوه الكبير (أحمد) وقد كان يعمل مع أخيه في الزراعة لدى أسرة اشتهرت بالعلم والأدب وهي أسرة العلامة/ محمد بن على الحبشي حيث كان يشاركهم في كثير من المساجلات الشعرية برغم أنه (أمي) لا يعرف القراءة والكتابة حيث يعتبر العلامة الحبشي المرجعية الدينية لشاعرنا وذلك حين يصفه لنا في الأبيات التالية حيث يقول :
أنا شيخي قوي كل صاحب علم يفتيه
محمد بن علي قصر في الجنة سكن فيــه

كما توجد له مساجلات شعريه في الدان الحضرمي مع أبناء حافته أمثال (عبيد عمر بريكان وعبد الخير ومحفوظ سعيد باجرذانة والمغني هادي بكار) وله أغاني كثيرة على الدان الحضرمي إلا أن الزمن لم يسعفنا لتدوينها نتيجة لغياب ذالك الجيل الذي كان معاصراً لتلك الفترة من الزمن وقد تحصلنا فقط على تلك الأبيات المشهورة له و التي يقول فيها :

سبيّه على زانة عليّه
صدقة مع المدحي قويّه
خيفان من ربي وعاد الأمر لسلطان
قل للمقصف لاطلع لانحرها ينفغ لخو هادي بثنتين

وقد كان (بن قفزان) يتمتع بذاكره قوية يحفظ فيها الكثير من قصائد شعراء وادي حضرموت ويتغنى بها من أمثال (بوريا وبن زامل وربيّع سليم و غيرهم) كما أنه اشتهر في ذلك الوقت بالقصيدة المرتجزة (المرزحة) المصاحبة بالرقص والمرح والتي تعتمد على الهاجس (الحليلة) لما تحمله من سحر وغموض وإيقاعات قوية تلهب الحواس و تحمل تحت طياتها النقد والتحليل. حيث كانت القصيدة الشعبية المصدر الأساسي لتلقي الأخبار في ظل غياب الإذاعة والصحافة والتلفاز لذلك تراهم يتشوقون دائماً لسماع تلك القصائد حين يجتمعون لها في المناسبات وخاصة حفلات الزواج التي غالباً ما يكون (أبن قفزان) ضيفها بدون منافس خاصة عند الطبقات الفقيرة و التي تمثل قطاع واسع من المجتمع . حيث يلتفون حوله يبادلونه شوق المشاعر ولهيب الانفعالات وهم يرقصون طرباً مع دقات ذلك المرواس الذي يملا السـاحة بدقاته وهو يوزع عليهم بأغانيه آخر المستجدات على الساحة المحلية و يوقد لهم شمعة تحت جنح الليل على نغمات الدندنة حين تسمعه يقول في هذه الأبيات :

بني مغـراة بعـد الـجـفــــــاء والبـعـــد والصـــّـــد ** رفيــــــــــع المـنــــــــــزلة مـــّدلي بربــــــع جنيـهــــــات

مشـــــاخص من ذهـــب لنــقريــزي عــّدهـا عــد ** مصــــــافي حاميّــــــــــة في ميّـــــــة وآلاف لميــــــــات

طرحنـــا الحمل بعده طلقنـا القيــــد والشّـــد ** وقــــال الليـــــل وعدك رشـن عا الكهربـا نـيـات

طفنــا البـيت لعظــم قبضنــا الركــن لسعـد ** قـــرينـــــا أركان لســـــــلام عنــده والتـــحيـــــات

قريــنـــا الفـاتـــحـة والســــور بــالقــصــر والـمـد ** وختّمنــا المعـــــلم على السبــــــــع القرايــــــــــــات

وصلوا عا النـــبي مــن حضــر يذكر محمــد ** فتحنـــا البــــاب يا مرحبـــــا يـــــــوم السهــــالات

فــتحنــــــا البــــــاب يا هـاجـسي كانــه مــقــلـّـد ** وجبنــــــا شــــي مخبـــــــأ وظهّـــــرنا العلامـــــــات

ونــا ســلّيـــــك صفّيــــــك يــا لقـــــلب المنــكّــــد ** تنــمنــم روحــــــت من عشيّـــــــة فـــــوق عينــــــات

وهكذا يصوغ لنا (بن قفزان) بلسانه المتموجة تلك الأبيات في أبسط صورها حتى يزيّن بها مسامع الحضور و يطرب قلوبهم ويهز أجسادهم ليغسلها من هموم الدنيا و متاعبها لذلك كثيراً ما ترى المزارع يتغنى بها في حقله و العامل في بنائه ليتناسوا بها ما يعانونه من نكد الدنيا كما يقول في هذه الأبيات :

الحمـــد لله بعـــــد الضيــــق بتنسّــــــم
 باجيب كـــلمة وبفكــــر في معــانيــهـا
مقــــالة النــــــاس ما با نام لجل احلــم
 بعض الحـــلم عيــف والسبحة يعكيـــها
مــــا شفت قطمـــــير يا مسعود يتنـــــدم
 ســـم الــحنش في الحمه ولعاد يرقيــــها

وهكذا دائما تجده يهز القلوب و الضمائر بكلماته الساحرة ذات المدلول العميق وبما تحمله من غموض في بعض الأحيان. لذلك كان هناك اعتقاد بأن الشعر الشعبي المرتجز نوع من السحر والجن و أنها تساعدهم على مواجهة المجهول و حمايتهم من مفاجئات المستقبل وقد يرجع السبب إلى ذلك الاعتقاد إلى أن هذا النوع من تلك القصائد كانت تعتمد على الخلق والابتكار أي أن كلماتها تسبق عصرها في بعض الأحيان بل ويصعب أحيانا فهم هذه الكلمات كما في الأبيات التالية :

ذا فصــــل مــابك بدل يا هاجســـي ** باعـســكر خـيـــولـــك و الـركــاب

من ديك يصـــرخ وسط منبـــر علي ** بــالـــمـــروحـــه عا رؤوس الشـــــــعــاب

مــالي صرخ قـــال ما حــد بايـجــــي  ** والـــــهر تحتـــــه يحــــوس والكـــلاب

الأصهـب يهــــلـل ولا هــــو مستــحي  ** مـن عــــــادة الـحبل ماكـن ما رتــاب

ياديــك شـــف عــــــادك الا ما هـــري ** لاوالله أن وســـــــــط بـطـنـي مـطــاب

راقـــب مـــــولاك لــي هـــــو ما جـــــي  ** لي هو عليك انطرح شوكي ذباب

بــاقـــــولــه يارفيـــقي صــــــوب بـــــــي  ** با مـر عــنـــد المـــداوي والــطــبــــاب

قالــــوا لي الديــك بايـنـفـع بـــتـــي  ** واليوم نبـا الديك منك بالطـلاب

شــف ذاخـــبر والخــبر ما يــنقـــري   ** لا قلــــت إشارة بكفك جيت حـــا

كما تلعب القصيدة الشعبية دوراً كبيراً في كشف كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد كان من أبرز تلك القضايا لشاعرنا (بن قفزان ) تلك المساجلة التي ألقاها مع أثنين من شعراء الوادي وهم (مستور حمادي ومحفوظ النجار) وذلك حول حرب السلطان الكثيري والقعيطي ضد بن عبدات أمير منطقة الغرفة و الذي تمرد عليهم في تنفيذ معاهدة عدن عام 1936م. ودخلوا معه في حرب حيث ساندتهم قوة عسكرية من بريطانيا في هذه الحرب. لذلك استنكر شاعرنا و زملاؤه هذا الحلف الظالم الذي تكالب على بن عبدات في هذه المساجلة الشعرية التي أثارت ثائرة السلطان ألكثيري وزجت بشاعرنا (بن قفزان) وزملائه في السجن. حيث كان(بن قفزان) أول من فتح أبيات تلك المساجلة بقولته المشهورة و هو يعرف نفسه بها في بداية شعره (يقول خو الأربعة) فهو أخ الأربعة أخوان وهم (أحمد وهادي ومحفوظ وعاشور). وقد كانت هذه المساجلة على النحو التالي :

قفـزان : يقول خـــو الأربـــعة قفــــزان ذي علة قــــدر

 المجلة في الآجــل وأهــــــل المناحــــة محزنـــــين

مستور : القبولة ما تصـــلح ألا لــبن خـالــد عمــــر

 لـي سوس الحول والغرفــة ومثــوى بـا متـــين

النجـار : متى بــاتــبـتنــي يــــاذ المصــــــون يا لمـــــــــــدر

 وأهل الجر يدي من الخدمة ورآهم واقفـــين

قفـزان :ماتصلح ألا لبـاشــادي لي يدفــــرهـا ســـــتر

 يخـرب ويبــني ولا يقعـد في الفـــاج الضخــين

مستور : الجلجل الا غلي يا ويل أبوكم يالعصــر

 الجلــجــل الا مصـون تــحـــت مــلــة بــامتـــــين

النجـار : عصيــد مثنــاة كعدة حل مندرها خطـر

 وانتي حسبتـيـــة تحتــش يالوسيـعـه تـلقمـين

قفـزان : بنت بــاشراحيـــل في الســروال لقت مصــر

 اهلش من أهل التجارة من زمـن متقــدمــين

مستور : من امــس والحر يوقــدنا ولا شفته مطــر

 ما تمطــر الا عـلى حـذيه وهـيـنن والعنــــــــين

النجـار : العــلب لي زحــف المنشـــار وعيــال النجـــر

 يا لي سرحتوا في الجــذنة ضويتـوا زاحفــين

قفـزان : حيــــدين متـــكـاشفة والنـــاس في زره وحــر

 أربع رحايا لقـوهـــن مـا يدققـــن الطـحـــــــــين

وهكذا تشكلت لنا بصمات النقد في أبيات شاعرنا بن قفزان وهي تعيد للمجتمع ولادة الأيام وما تحمله من مفاجئات حيث لا تكتفي بعرض المشكلة التي تواجه مجتمعه ولكنه أيضاً يبين لهم المخارج و الحلول التي تفيدهم و لهذا كانت كلماته قوية و حادة كالسيف تقض مضاجع الظلمة والفاسدين لما يرافق ذلك النقد من حراك اجتماعي في أوساط الشعب بكل قطاعاته الذي يتطلع نحو البناء لمستقبل أفضل في مجال الحياة و التطور . كما في هذه الأبيات التي ينتقد فيها أوضاع البلاد وما تعيشه من تدهور حيث يقول :

 يــقول خـو الأربـعة ضاعـت مـخـوط الكـيرخانه
حتى اللوالب غايره جابو لها هندي على سكانها حال

وقد تعرض على أثر هذه الأبيات لتهديد شديد اللهجة من السلطان والذي هدده بأن يقطع لسانه إذا عاد لمثل هذا الكلام حيث تم نفيه بعد ذالك إلى شرق أفريقيا هو والشاعر مستور حمادي أما الشاعر النجار بحكم أنه أعمى فقد تم عقابه بالسجن وقد ودّع شاعرنا بن قفزان أهله وأصحابه ووطنه بهذه الأبيات :

والعفو يصحابي عزمنــــــا عا السفـر
 مـــا نــفــعت الصحبــــة ولا الأهليـــــــــّة
وسلام من عندي على كل من حضر
 بالليـــــل يـــسمر يقــطــع ألحنيّـــــــــــــــــــه
غـــن يا لـــمغني هــبــت أنواد الظفــــــــر
 عشـــــــــاك تــــــضوي بـــه في الكوفيــــــــــــّة
عشــاك عرقه ما كـــــسبته من غــــدر
 ضــــــليـــت تتحـرك قفـــــا ألربيّــــــــــــــــــــــــه

وله أبيات أخرى عندما كان في المنفى حين علم أن أخيه متألم جدا لنفية و صار مشغول البال عليه لا يدري ما ذا ستفاجئه به الأيام فبعث إليه يسليه بهذه القصيدة التي بقية منها هذه الأبيات فقط والتي يقول فيها :

  شطيت لأحمد لحقت وجهه غدّر
 أرض السواحل قنّعتنا أســـــفارها
قــل ياعــــلي مـاحــال بايتــــــــكـــــدر
 وادخل الى المسـجد نوير أبـــكارها
وادخـل إلَمَّا الحـوش كلح وتفكر
 فوقه جمل كم من قطيره غارها
والعفــــــو ياسادتي لاحــــــــد يحــــتر
 خدامكم ضيـــّـع جميع أفــــكارهـــــا

فنلاحظ هنا في البيت الأخير من القصيدة أنه يعتذر لمشايخه على ما بدر منه . فقد مشى في طريق لا يرتضون أن يكون بن قفزان أن يسلكها حتى وصل به الحال إلى النفي والاغتراب و البعد عن الوطن والأهل والأحباب نتيجة لهذا التوجه من الأشعار . حيث عاد بعدها إلى بلاده وعمل في مجال البناء خارج مدينة سيئون بوادي دوعن في منطقة حريضة مع مجموعة من أصحابه لفترة طويلة . وفي آخر حياته عمل بالفلاحة في (حيط مسجد حجاجه)الذي يقع بالقرب من بيته في حارة (الدّيّن ) بساحة جامع مدينة سيؤن حيث يصف لنا هذا المكان من خلال الأبيات التالية التي يقول فيها :

ونافي حيط حجاجه المبروك ما أخطيه
مسجد له إشارات يسعد من ركع فيه
مكان أهل الحسن شيدوا وحكموا مباني

حيث يقع هذا المسجد تحت نظارة عائلة (آل بوحسن) وهو مجاور لمزرعتهم التي تسمى (بن سهل) لذالك فقد أحاطوا شاعرنا بكثير من الرعاية والاهتمام حتى أنه لشدة حبه لهم قال عنهم هذه الأبيات التي أثارت حفيظة آل بوحسن لكلماتها العنيفة في الدفاع عنهم حيث يقول فيها :

وما بن ســهل عنـدي كما بومبـاي وما فيه
وفيـــــه ألليـــــم والمـــــــوز مسبي في معـــــــــاديــه
مكان أهل الكرم لا ضوى الطارش مسا فيه
ويبشر بالنســـم والدســــم كــــليــن يـعـطـيـه
خــــلـوفت بــــوحســـــن بانــــعادي من يعـــاديـه
ومن خـاســـر عليـــــهم مـــــرض بايبتلــي فيـه
مـــرض مـــا له دواء غـيـر دوب الوقـــت يـاذيـه
وذا عـــــــرفي و ان شــــــي قـــــصر لازم نــــــــوفيـه

كما تصف لنا هذه الأبيات معالم وحدود (حارة الديّن) تلك الحارة التي نشأ وترعرع فيها شاعرنا (أبن قفزان)حيث يقول

ذا فـصــــــل في الدنيــــــا فتـحنـــــا بــاب يا هــاجـــــسي** نسيـــر من الديّن البــــرك لي حل به كم من ولي

مـــن دار بـــحــــــرق حــدنــــا لا حـــصن حــله بـــوعلي** أربــــــــع مـعاصـــيــره وبـــوغــلبــيـــن بــالنــــــوره زهــــــي

يا لديّن فيك أسرار من سابـــق زمـن ما نته خلي** الـــمحــضرة حق الـحـسن لــي ســاسـها نــــوره قوي

والـــجار بـــوبكري كبـير النــفس لــي مــا يــختفي** يــــصلح خــراب الديـــن أن حــد قــــال أو شـــاف شي

هــــذا مـكان أهـــــــله وهــو مــن عــقبـــهـم داره بـــــنـــي

وأخيرا نتمنى أن نكون قد أعطينا هذا الشاعر حقه متمنين أن يجد من ذوي الاختصاص كل الرعاية ولاهتمام. وأترككم الآن لكي تتصفحوا تلك القصائد التي تغنى بها شاعرنا قفزان والتي قد يكون بعض هذه القصائد لشعراء آخرين إلا أنها وجدت مسجله بصوته على شريط كاسيت سيتم تسليمها لأحد الاستوديوهات التي سيتم الإعلان عنها عند صدور هذا الديوان إن شاء الله لمن أراد ذلك حيث سيساعد الشريط على فهم كثير من الكلمات التي يمكن أن تصعب على البعض قراءتها وكذلك الإطلاع على هذا اللون من تراثنا الحضرمي الأصيل لتلك الفترة من الزمن .
وكانت وفاته في 15/ رمضان عام 1396هـ الموافق 1975م
بعد عمر ناهز (76) سنة في خدمة الشعر والدان.
إنا لله وإنا إليه راجعون

السيد الأديب حسين بن عيدروس بن أحمد عيديد



السيد الأديب حسين بن عيدروس بن أحمد عيديد


• نسبه الشريف :-

هو السيد الفاضل المتواضع المشارك في العلوم الشاعرية والبلاغية والناثر المبدع الخطيب المصقع السيد/ الحسين بن عيدروس بن أحمد بن سالم بن حسين بن أبي بكر بن حسين بن زين بن محمد بن عبدالرحمن بن شيخ بن عبدالرحمن بن علي بن الفقيه ( محمد مولى عيديد ) بن علي ( صاحب الحوطة ) بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالرحمن بن ( علوي عم الفقيه المقدم ) بن محمد ( صاحب مرباط ) بن علي ( خالع قسم ) بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن ( أحمد المهاجر ) بن عيسى النقيب بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي و فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله علية وآله وسلم .

• ميلاده ونشأته :-

كان ميلاده بمسقط رأسه بمنطقة عيديد بمديرية تريم محافظة حضرموت يوم الاثنين الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة 1345هـ الموافق 20 / 9 / 1926م .من أبوين كريمين .
تربى ونشاء في أحضان العلم في ذلك الوادي المنير المبارك عيديد ، الذي يعتبر مصيف تريم يقصده العلماء الأفاضل من المقيمين و المهاجرين وتُعقد فيه المجالس العلمية حيث حدائق الغناء ورياضه الفيحاء وتقام فيه الحفلات الدينية والأدبية والشعرية حيث المناظر الخلابة والطبيعية الجذابة وتطيب الأسمار و تغريد الأطيار وتبتسم الأزهار وتحلو الأثمار.
تربى تحت رعاية والديه وبجوار العلامة الوجيه محمد بن حسن مولى عيديد ، وكانت له عناية خاصة من جده لأمه السيد العلامة المتفنن / علوي بن أبي بكر خرد باعلوي .
قرأ القران و ختمه في أحد كتاتيب تريم المسماه (معلامة بارشيد أو معلامة باحرمي) كعادة أهله و أسلافه، كما حظي بالعناية من مدرسي مدرسة الكاف بعيديد التي أسسها المفلح الوجيه السيد/ عبدالرحمن بن شيخ الكاف واختار لإدارتها ذلك الرجل الشديد اللاجئ السياسي (حسن بيك شيبه) من أهل مكة المكرمة و كانت مدرسة نموذجية .

• تحصيله العلمي :-

مر المترجم له بمراحل التعليم كغيره ففي حوالي عام 1940م ، ضم في سلك طلبة جمعية الأخوة و المعاونة مع إخوانه و أبناء عمومته و كانت مدرسة جمعية الأخوة والمعاونة حينها في عنفوان شبابها وفي أوج نشاطها ، اختير للتدريس بها رجالات البلد المبرزين وعلمائها المتميزين ، و تعتبر جمعية الأخوة ومؤسساتها العلمية حينها مركز إشعاع و مشعل نور في هذه البقعة النائية من العالم و تدرج المترجم له في صفوفها حتى نهايتها .
كما أنه لم يفته قسطه من التبرك و الأخذ من مشايخ الوادي المبارك كالمؤسسة العلمية العريقة (رباط تريم) فقد انضم في سلك حلقاته في الصباح والعصر والمغرب وأوقات الإجازات وذلك في عهد إدارة شيخه العلامة الحبيب/ عبدالله بن عمر الشاطري فدرس فيه بعض مختصرات الفقه الشافعي وغيره من العلوم الدينية والعربية ومن مشايخه في الرباط عمر بصفر من أهالي دوعن .

• حياته العلمية و قيامه بمهام التدريس :-

عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية أوصدت أبواب المدارس والمعاهد في أوجه طلابها و ضاقت أسباب العيش .
ذهب الشباب إلى المهجر يبحثون عن لقمة العيش فالكثير فيهم هاجر إلى شرق أفريقيا والحبشة ومنهم أخوا المترجم له وعمه وبعضهم تفرق على سواحل البحر العربي –في إمارات الجنوب– آنذاك ريثما تخف الوطأة و كان نصيب المترجم أنه لم يذهب به بعيداً بل اختير ليكون مدرساً في بلدة قسم (من ضواحي مدينة تريم).
فارتضى بها قسماً ، فمكث بقسم مدة خمس سنوات تقريباً من 1945م إلى عام 1949م وهو في مقتبل حياته العلمية دونما خبرة بشؤون الحياة كلها فما بالك بحياة التدريس والتعليم، ومن حسن الحظ أن استقدم الحبيب/ عبدالقادر بن أحمد السقاف ليكون مديراً للمدرسة فعاش المترجم له بجانبه جنباً إلى جنب واستفاد من علمه وثقافته وتجاربه حتى في شؤون الحياة لأنه سكن معه في منزل واحد وعزبة واحدة ، كما استفاد من استقدام الشيخ العلامة/ محمد زاكن باحنان بعد ذهاب الحبيب / عبدالقادر السقاف و كذا الحال احتكاكه بالعلامة عالم قسم وفقيهها الحبيب/ علوي بن أحمد بن عقيل مطهر وغيرهم من العلويين.
وفي نهاية عام 1949م قدم استقالته للمسئولين مع ممانعتهم منها لرغبتهم معتذراً بعزمه على الحج والعمرة والزيارة، إلا أن أستاذه القدير ناظر المعارف في السلطنة الكثيرية / علي بن شيخ بلفقيه أقنعه بالعمل عنده في المدرسة النموذجية بسيئون فوافق و أستمر معه سنتين من 13/ 1 /1950م إلى 31/ 12 / 1952م و بإلحاح شديد من أهل قسم و توسط الشخصيات التي لا ترد وساطتها عاد ثانية إلى قسم ليقوم بإدارة مدرستها الحديثة حسب الشروط التي أملاها عليهم لمدة ثلاث سنوات من عام 1952م إلى عام 1955م .
وعندما عاوده داعي الحج و العمرة و الزيارة للحبيب الأعظم جدد تأشيرة الجواز ، فرحل في رحلة متعبة بطريق البر عبر الجوف ثم نجران في قافلة سيارات في أيام صيف ، وعلى كل حال وصل إلى الحرمين الشريفين بحمد الله بخير و أدى المناسك و الزيارة ثم استقر به المقام بجده من عام 1956م إلى عام 1962م و اشتغل طيلة هذه المدة محاسباً في مؤسسة المشاريع التجارية الأهلية حينما كان مديرها السيد / عبدالله بن مصطفى العيدروس غير أنه اشتاق إلى الجو الذي يعشقه ألا وهو جو العلم و التعليم فعمل مدرساً في المساء بالإضافة إلى عمله الرسمي في مدرسة الإصلاح بجده في حي العيدروس بجوار سوق العلوي و قضى ثماني سنوات في الحرمين الشريفين يحج كل عام وتعرف خلال وجوده فيها بكثير من أهلها و المقيمين هناك ، و بعد مضي هذه المدة في الاغتراب اشتاق إلى أرض الوطن و استقال من العمل وحجز تذكرة له في الباخرة الضخمة (المحمدي) باخرة حجاج هندية و أبحر فيها إلى عدن صباح يوم الخميس الموافق26/سبتمبر/1962م ورست به في ميناء عدن البحري و أقام بها عدة أيام بمعرفة الشيخ الفاضل / سالم عبدالله الخطيب المقيم بعدن ، وبعدها حجز له في الطائرة إلى مطار الغرف بحضرموت واستقبله بعض الأهل بالمطار ووجد والده في الانتظار .
ثم فكر في العمل ليستقر بوطنه ولم يكن ثمة مجال لمثله إلا وزارة المعارف و التربية و التعليم وفعلاً عين مدرساً في معارف الدولة القعيطية ، تحرك إلى مقر عمله بدوعن في المدرسة الوسطى و أقام بها سنتين بعدها نقل إلى قسم عام 1966 - 1967م ثم نقل إلى الوسطى الشحر عام الاستقلال 1967-1968م وانتقل إلى مدرسة تاربة 1968-1969م ، وفي أماكن كثيرة ومختلفة في حضرموت وأخيراً إلى ثانوية تريم عام 1979م إلى عام 1989م لمدة عشرة سنوات بها وفي ذلك العام أحيل للمعاش و تقاعد عن العمل وأقيم له حفل تكريم متواضع ، أنشا و نشر قصيدته بهذه المناسبة ساخراً بهذا التقليد إليكم طرفاً منها :-
وفي ذلك العام قام برحلته الثانية إلى الحرمين الشريفين وقد افرد لها كتيباً خاصاً ففي صباح يوم السبت تحرك بالطائرة بتاريخ 23 /11 /1410هـ الموافق 16 / 6 / 1990م ومكث هناك إلى تاريخ 7 ربيع ثاني/1411هـ الموافق 25/أكتوبر/1990م أي مدة ( 132) يوماً .
وبعد عودته قام بالتدريس في بعض المساجد مدة خمس سنوات مهتماً بكتب التفسير خاصة واللغة فقراء تفسير القرطبي مع بعض تلاميذه بمسجد حسين مولى خيله في مدة خمس سنوات وأسس جمعة في مسجد جده / محمد بن علي مولى عيديد و تولى الخطبة هو بنفسه ابتداءً من شهر رمضان عام 1411هـ .
ولما فتحت جامعة الأحقاف بحضرموت كلية الشريعة بتريم عين المترحم له مدرساً رسمياً فيها حسب العقد المبرم معه و المحرر بتاريخ 6 /4 /1416هـ الموافق 1/ 9 /1995م وهو لا يزال يقوم بالتدريس في الكلية المذكورة حتى وافته المنية .

• أهم مؤلفاته ونتائجه العلمية:-

له مجموعة مؤلفات منها :-
1. خطب منبرية :- تناول فيها المناسبات الدينية و الاجتماعية ( تحت الطبع ) .
2. رسالة المدخل في علوم البلاغة المعاني و البيان و البديع لطلبة كلية الشريعة .
3. كتاب مختصر في الصرف و النحو يثبت أنهما توءمان لا ينفصم أحدهما عن الأخر .
4. الرحلات الثلاث إلى الحرمين ( مخطوط ) .
5. ديوان شعر ( مطبوع ) .
6. والأ
رض وضعها للأم : كتاب أهتم فيه بالآيات القرآنية التي تبحث وتهتم بزراعة الأرض (تحت الطبع) ويشتمل على ستة وثلاثين نصاً قرآنياً .
وغيرها والتي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يقيض من يعتني بها وينشرها إلى حيز الوجود. والله الموفق

• وفاته عليه رحمة الله تعالى :-

انتقل إلى رحمة ربه تعالى بعد عمر مليء بالعلم والتعليم والنفع للمسلمين يوم الخميس 15/ربيع الأول/1430هـ الموافق 12/مارس/2009م وشيع جثمانه الشريف في جمع مهب من بيته في خيله على جبانة تريم حيث تمت الصلاة عليه فعليه سحائب الرحمة و الغفران ما تعاقب الجديدان وتلا تال القرآن والحمد لله رب العالمين .